فن التعامل مع الأطفال
دون سن السابعة
مرحلة التأسيس الذهبي: كيف تبني شخصية طفلك وتفهم احتياجاته النفسية بأساليب علمية وتربوية حديثة.
تُعد السنوات السبع الأولى من حياة الطفل هي "سنوات البناء" الحقيقية. ففي هذه المرحلة يتشكل 90% من دماغ الطفل، وتُرسم ملامح شخصيته، وتتكون نظرته للعالم ولنفسه. التعامل مع هذه الفئة العمرية لا يتطلب الحزم بقدر ما يتطلب الفهم، الصبر، وبناء جسور الثقة.
1. فهم سيكولوجية الطفل في هذه المرحلة
قبل أن نطلب من الطفل الالتزام بالقواعد، يجب أن نفهم كيف يفكر. الأطفال دون السابعة:
- تفكيرهم ملموس: لا يفهمون المفاهيم المجردة مثل "الوقت" أو "المسؤولية" بشكل كامل.
- متمركزون حول الذات: يرون العالم من منظورهم فقط، وهذا ليس أنانية بل مرحلة نمو طبيعية.
- لديهم طاقة حركية عالية: الحركة بالنسبة لهم هي وسيلة للتعلم واكتشاف العالم.
نصيحة ذهبية
انزل لمستوى طفلك جسدياً عند التحدث معه. التواصل البصري المباشر وأنت في نفس طوله يشعره بالأمان والاهتمام، ويجعل استجابته لك أفضل بكثير.
2. التربية العاطفية قبل تعديل السلوك
الأطفال في هذا السن يواجهون عواصف شعورية لا يستطيعون تسميتها. دورك ليس كبت هذه المشاعر، بل مساعدتهم على فهمها.
- الاعتراف بالمشاعر: بدلاً من قول "لا تبكِ، الأمر بسيط"، قل "أرى أنك حزين لأن اللعبة انكسرت".
- احتواء نوبات الغضب: نوبة الغضب هي نداء استغاثة لعقل لم يكتمل نموه للتحكم في الانفعالات. كن هادئاً ولا تقابل الصراخ بالصراخ.
3. أهمية الروتين الثابت
الروتين يشعر الطفل بالأمان. عندما يعرف الطفل ما الذي سيحدث تالياً، يقل قلقه وتقل مقاومته.
حاول تثبيت مواعيد النوم، الطعام، واللعب. استخدم جداول بصرية (صور) للأطفال الذين لا يقرؤون ليعرفوا تسلسل يومهم.
4. اللعب هو لغة الطفل
اللعب ليس مضيعة للوقت، بل هو "عمل" الطفل. من خلال اللعب يتعلم حل المشكلات، والتعاون، وتفريغ الطاقة.
خصص وقتاً يومياً (ولو 15 دقيقة) للعب غير الموجه مع طفلك، حيث يقود هو اللعب وأنت تتبعه. هذا يعزز ثقته بنفسه ويشبع حاجته للاتصال بك.
5. التأديب الإيجابي بدل العقاب
الهدف من التربية هو تعليم الطفل وليس إيلامه. الضرب أو الصراخ يزرع الخوف لا الاحترام.
- استخدم العواقب المنطقية: إذا سكب العصير، العاقبة هي أن يساعد في تنظيفه، وليس أن يُحرم من التلفاز (لا علاقة بين الأمرين).
- التركيز على ما يجب فعله: بدلاً من "لا تركض"، قل "امشِ ببطء". العقل يستوعب الأمر الإيجابي أسرع.
خاتمة
الطفل دون السابعة هو صفحة بيضاء نقية، وما نكتبه عليها بحب وصبر اليوم، سنقرؤه فخراً وسعادة في المستقبل. تذكر دائماً أنك لست في معركة مع طفلك، بل أنتما في فريق واحد للنمو معاً.
احصل على نصائح تربوية أسبوعية
انضم لأكثر من 10,000 أب وأم يستفيدون من نشرتنا البريدية المجانية.